اهتم العلماء قديما وحديثا بهذا العلم اهتماما كبيرا فألفوا فيها كتبا كثيرة. من هؤلاء العلماء الإمام ابن الجزري في كتابه طيبة النشر في القراءات العشر جمع فيه القراءات العشر المتواترة والإمام الشاطبي في كتابه حرز الأماني ووجه التهاني.
هدفت الدراسة إلى جمع ودراسة وتوجيه ما انفرد به الإمام أبو جعفر المدني في باب الأسماء في فرش حروف القرآن الكريم من طريق طيبة النشر في القراءات العشر سورة البقرة وآل عمران نموذجا.
اتبعت الدراسة المنهج الوصفي والتحليلي .توصلت الدراسة إلى أن التوجيه هو البحث عن الدليل لكل قارئ إما بالاعتماد على اللغة العربية ولهجاتها أوالحديث النبوي أوالشعر العربي أوغير ذلك من الأدلة. وأما الانفراد فهو ما انفرد به أحد القراء العشرة سواء كان هذا الانفراد في مسألة الأصول أوالفرش. وأما الفرش هو الكلمات القرآنية المختلف فيها بين القراء، والتي لم تطرد ولم تندرج تحت قاعدة كلية.
انفرد الإمام أبو جعفر المدني في سبع كلمات في فرش حروف سورة البقرة وهي كلمة للملائكة (بضم تاء مربوطة), أماني (بتخفيف الياء), والملائكة (بكسر تاء مربوطة), الميتة (بتشديد الياء المكسورة), اليسر والعسر (بضم السين), جز (بإبدال الهمزة زايا وإدغام الزاي التي قبلها فيها) nbsp;وكلمة واحدة في سورة آل عمران وهي كلمة طائر (بزيادة ألف بعد الطاء ثم الهمزة المكسورة بعدها) عن سائر القراء العشرة وكلها في باب الأسماء.
من النتائج التي حصلت من هذا البحث أن الإمام أبي جعفر المدني هو تابعي قد لقي عددا من الصحابة وقرأ عليهم القرآن. منهم عبد الله بن عباس الهاشمي -رضي الله عنه- وأبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-. انتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة وأثنى عليه العلماء منهم الإمام ملك -رحمه الله- والإمام يحيى بن معين -رحمه الله- وغيرهما.
وأوصت الدراسة بالحرص الشديد على تعلم علم التجويد والقراءات ورسم القرآن والتفسير وغير ذلك من علوم القرآن وعلى قارئ القرآن ومقرئه أن يتعلم توجيهات القراء وحججهم في قراءاتهم.